top of page
Search
نبيل يعقوب الحمر

المفاوضات العراقية الإيرانية في جنيف: طريق نحو السلام والتعاون


مفاوضات السلام الإيرانية العراقية , جنيف 1989
وزير الخارجية العراقي طارق عزيز

نأمل ان تتكلل الجولة الجديدة من المفاوضات العراقية الايرانية التي بدأت في جنيف امس بين وزيري خارجية البلدين بالنجاح وتقريب وجهات نظرهما حول كيفية تنفيذ بنود قرار مجلس الامن الدولي رقم 598 التي لقيت تأييدا كاملا من جميع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والاسرة الدولية.


ان استئناف المفاوضات الحالية يأتي وسط ظروف جديدة يمر بها البلدان تكاد تكون متشابهة وتدل على انهما يسعيان الى مستقبل افضل بعيدا عن الحرب وما سبيته لهما من دمار وخراب في مختلف المرافق العسكرية والاقتصادية والمدنية.


فالبلدان يعملان حاليا على اعادة تعمير ما خلفته الحرب وتحسين اوضاعهما الاقتصادية والمعيشية فالعراق يقوم بتعمير الفاو واعادة بناء المدن فيما تقوم ايران بإصلاح منشآتها النفطية التي اعطبتها الحرب تمهيدا لتشغيل المصافي البترولية التي تضررت من جراء الحرب.


فكل هذه الامور تدل على ان البلدين لا ينويان العودة الى القتال مرة اخرى وذلك يدعو في الحقيقة الى التفاؤل مهما كانت هذه المفاوضات صعبة وطويلة لانهاء النزاع وانجاح عملية السلام الذي يحتاج في الواقع الى فهم مشترك من قبل الطرفين.


ورغم ان البدين اتخذا مواقف متفاوتة في تفسير بنود قرار مجلس الامن وسبل تنفيذها خلال الجولات السابقة من المفاوضات الا انه تم تحقيق بعض التقدم خلالها وساهمت هذه الجولات في خلق بعض اجواء الثقة بين البلدين وادت الى اجراء عمليات تبادل الاسرى والمرضى بين البلدين تحت اشراف الصليب الاحمر الدولي.


ان نجاح هذه المفاوضات وتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة سيخلق ظروفا ايجابية بين دولها ويفتح الاجواء لبناء علاقات سليمة قائمة على اساس الاحترام المتبادل بين الدول العربية في الخليج وايران مما يجعلها أكثر قوة لمواجهة العدو المشترك للامة الاسلامية وهو اسرائيل واعوانها.


ونرجو من البلدين ان يتجاوبا مع امال وتطلعات شعبيهما والامة الاسلامية بأسرها في انهاء هذا النزاع بين دولتين اسلاميتين جارتين لكي يوجها جهودهما وطاقاتهما نحو التحديات الكبيرة التي تواجهنا جميعا.

Comments


bottom of page