.png)
إعلان متمردي الجيش الشعبي السوداني امس استعدادهم لاجراءات محادثات مع الحكومة السودانية حول وقف اطلاق النار في جنوب البلاد، ولو بشروط معينة، يعتبر مؤشرا ايجابياً من قبل المتمردين يتطلب من القيادات السياسية السودانية مناقشته بعمق والعمل على فتح حوار مع زعيم التمرد جون غارينج لايجاد حل شامل وجذري للمشكلة التي تشكل تهديداً لسيادة واستقرار البلاد.
وكان لرفض الحكومة السودانية لاتفاق السلام الذي وقعه الحزب الاتحادي الديمقراطي في نوفمبر الماضي مع زعيم التمرد في الجنوب في غياب البديل لهذا الاتفاق تأثيره العميق على الازمة التي يشهدها السودان حالياً والتي ادت ايضاً إلى تقديم وزير الدفاع السوداني استقالته احتجاجاً على تردي اوضاع الجيش وعدم قدرته على حسم الحرب لصالحه في الجنوب بسبب النقص الشديد الذي يعانيه في الرجال والعتاد.
وقد خلقت هذه الحرب العديد من المشاكل والصعوبات الاقتصادية والسياسية والامنية والاجتماعية للسودان ولقى الآلاف مصرعهم وشرد عدة ملايين من قراهم ومدنهم بسبب استمرارها من دون ايجاد حل سلمي لها.
لذلك فالفرصة مواتية هذه المرة خاصة مع استجابة المتمردين لما اعلنته حكومة الصادق المهدي من الرغبة في وقف اطلاق النار في الجنوب، لذا يجب على جميع القيادات السياسية تغليب مصلحة السودان العليا على جميع الاعتبارات الحزبية والعمل على انهاء هذه الحرب.
ونحن على يقين من ان التزام جميع القيادات في السودان بالحوار الديمقراطي وسيلة لانقاذ البلاد مما سيفوت الفرصة على القوى الاجنبية المتربصة بالسودان والهادفة إلى النيل من هويته وعقيدته وتجربته الديمقراطية ويجب ان تضع الاحزاب السياسية في اعتبارها خطورة التدخلات الاجنبية التي تقوم بها عدة اطراف اقليمية ودولية تحاول زعزعة الوضع في السودان مستغلة الظروف الراهنة.
Comments