top of page
بحث
نبيل يعقوب الحمر

التفاؤل في لبنان: هدنة بين حربين


نساء ورجال الحرب الأهلية
المقاتلون المدنيون في الحرب الأهلية اللبنانية

منذ عشرة ايام فحسب، كانت وكالات الانباء العالمية تتحدث عن نسمات السلام والوحدة التي بدأ اللبنانيون يستنشقونها بعد ان كادوا ينسونها على مدار اربعة عشر عاماً من الحرب الاهلية والتجزئة.


فمنذ عشرة ايام فقط، بدأ فتح نقاط العبور بين شطري العاصمة بيروت، فيما كان وقتئذ بشيراً بحلول السلام إلى الارض التي شهدت من الحروب والدمار ما يفوق ما شهده اي بلد عربي آخر.


ومنذ عشرة ايام فقط، كان الصحفي اللبناني المعروف غسان تويني يكتب في صحيفة "النهار" قائلاً: "في الوقت الذي تأخذ فيه النزاعات الاقليمية، من افغانستان حتى ناميبيا، طريقها إلى التسوية، كأن احداً لن يستطع الحيلولة دون قدوم الربيع إلى لبنان!".


ولكن اكتشفنا – بكثير من المرارة والأسى – ان كل هذا التفاؤل لم يكن في محله فان هناك من لا يريد الامن والاستقرار والسلام للبنان.


واتضح انها كانت مجرد "هدنة بين حربين".. مجرد "وقفة لالتقاط الانفاس"، يعود بعدها المحاربون إلى رفع اسلحتهم وتوجيهها إلى صدور الآخرين، بشكل عشوائي وبلا تمييز.. كما يتضح من معارك الامس التي سقط فيها نحو 200 قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين ممن لا ناقة لهم ولا جمل في الصراعات اللبنانية المعقدة.


وهذا التردي الخطير في الوضع اللبناني انما يحتم ضرورة تنشيط عمل اللجنة السداسية العربية المكلفة بحل الازمة اللبنانية، وممارستها لمهامها على وجه السرعة.


وهذا التردي الخطير يفرض علينا جميعاً ان نتجاوز المواقف الضيقة، وان يرتفع الوطن العربي إلى مستوى المسؤولية القومية، قبل ان نخسر جميعاً هذا البلد العربي المبتلى.

Comments


bottom of page