top of page
بحث
نبيل يعقوب الحمر

كانوا يقفون في طابور لشراء الخبز


امهات في هلع، حرب لبنان الاهلية
الهلع بعد الانفجار

ابرياء. هم. قلوبهم بيضاء. سرائرهم نقية. خرجوا إلى المخبز. وكل حلمهم ان يعودوا ببضعة ارغفة تضمن لهم البقاء على قيد الحياة.


لعلهم كانوا محاصرين في بيوتهم منذ مذابح الثلاثاء الماضي في بيروت. وعندما تصوروا ان الاشتباكات قد هدأت، والرصاص قد توقف، خرجوا طلباً للخبز. فانهم لا يعرفون متى يمكنهم الخروج مرة ثانية.


معظمهم اطفال او صبيان. وفي لمح البصر، يتحول الخبز الذي يتجمهرون امامه إلى انقاض. ويتحولون هم إلى اشلاء. قبل ان يستطيع معظمهم ان يمسك برغيف.


والذين كانوا قد تمكنوا من شراء الخبز منهم، اختلطت اشلاؤهم بالارغفة التي حصلوا عليها.

هذه يد طفل بين الضحايا تقبض على رغيف. على حلم – كان – في الحياة والبقاء لكنه اصبح رغيفاً مغموساً باللحم والدم. لحم ودم صاحبه.


اي بشاعة في الوجود يمكن ان تعادل هذه البشاعة. واي وصف في اي لغة في العالم يمكن ان يطلق على ما يجري في لبنان كل يوم، واي احترام يمكن ان نحظى به في العالم، وهذه حالتنا، نتصرف بغير قلب، وبغير عقل، ونفجر السيارات الملغومة في الابرياء الذين كانت كل جريمتهم هي الخروج للحصول على لقمة خبز.


ان ما يجري في لبنان بين اللبنانيين انفسهم، وبفعل الايادي الظاهرة والخفية والاخرى التي تعبث بوطنهم وبمقدراتهم يتجاوز اي منطق. انه عمل خارج نطاق الحضارة. اي حضارة.


وما لم تتسارع الجهود لمحاولة احتواء ما يجري فان مصير لبنان ومعه مصير كل العرب يتحول إلى علامة استفهام ضخمة.

Comentarios


bottom of page