
تكتسب الجولة الثانية من الحوار الفلسطيني الامريكي التي تبدأ في تونس اليوم أهمية كبرة خاصة بعد التطورات التي شهدتها القضية الفلسطينية لصالح الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والتحرك الاخير من مختلف الاطراف وخاصة السوفيتي والاوروبي من اجل ايجاد تسوية شاملة للصراع العربي الاسرائيلي.
وتأتي هذه الجولة في جو اكثر انفراجاً في العلاقات الامريكية الفلسطينية وذلك استناداً إلى تصريحات المسؤولين الفلسطينيين الاخيرة بان منظمة التحرير ترى تحسناً كبيراً في مناخ العلاقات مع واشنطن بعد هذه التحركات الاخيرة عقب الخلافات التي ظهرت بين الادارة الامريكية ووزير خارجية العدو موشيه ارينز خلال زيارته الاخيرة لواشنطن.
ويبقى على الولايات المتحدة اذا ارادت لهذه المفاوضات الاستمرار والنجاح ان تبتعد عن مواقفها السابقة بالتمسك بوصف المنظمة بالارهاب ومطالبتها بإيقاف الانتفاضة وعليها ان تركز على المسائل الجوهرية للقضية وخاصة تحقيق الحقوق الوطنية للشعب الفلطسيني واقامة دولته المستقلة على اراضيه كما ان عليها مواجهة الواقع الذي فرضته الانتفاضة باستحالة تحقيق السلام في ظل التعنت والقمع الاسرائيلي وان تقوم بالاعتراف بالمنظمة ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني.
ونأمل ان يستمر هذا الحوار بصورة ايجابية وبناءة وعدم الانتباه إلى العراقيل التي تضعها اسرائيل من حين إلى آخر لافشاله حتى يؤدي هذا الحوار في النهاية إلى عقد المؤتمر الدولي للسلام بمشاركة جميع الاطراف المعنية بمن فيهم منظمة التحرير.
كما نأمل ان تدرك الدول العربية من جانبها بأن الاوضاع القائمة والتطورات الحالية التي تشهدها القضية الفلسطينية تحتم عليها تجاوز خلافاتها الجانبية والوقوف بكل ثقلها إلى جانب منظمة التحرير ودعمها في مفاوضاتها بمختلف الوسائل المتاحة حتى تدرك الولايات المتحدة ان المنظمة لا تحاور لوحدها انما بدعم كافة الدول العربية.