
التصريحات التي ادلى بها جيفري هاو وزير الخارجية البريطاني في البحرين الليلة الماضية عكست اهتماما بريطانيا ملحوظا ومتزايدا بالدور الذي يمكن ان تلعبه بريطانيا ازاء القضايا العربية المصيرية وبالاخص ما يتعلق منها بالصراع العربي الاسرائيلي والقضية اللبنانية ومسألة تثبيت وقف اطلاق النار في منطقة الخليج في ظل اجواء الانفراج الذي تتسم به العلاقات الدولية في الوقت الراهن.
فخلال يوم امس فقط اعلن جيفري هاو في مؤتمر صحفي عقده في البحرين ان الاوضاع الراهنة في الاراضي العربية المحتلة لا يمكن ان تستمر, فيما اكد وزير الداخلية البريطانية دوجلاس هيرد في مؤتمر صحفي عقده في الكويت ان الانتفاضة الشعبية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين استطاعت تغيير مفهوم الرأي العام العالمي حيال القضية الفلسطينية ودعا إلى وجوب مشاركة الفلسطينيين من داخل وخارج فلسطين في مباحثات السلام بين الاطراف المعنية في المنطقة.
لا شك ان هذه التصريحات الصادرة من وزيرين بريطانيين وفي نفس الوقت تشكل دفعة للجهود الرامية إلى احلال عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط وان كنا ننتظر من بريطانيا دورا اكبر في هذه العملية من خلال ممارسة اشكال من الضغط الفعّال إلى القيادة الاسرائيلية للقبول بعقد المؤتمر الدولي للسلام تحت اشراف الامم المتحدة وبحضور الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية. ولو كان ذلك من باب التكفير عن الذنب البريطاني.
ان بريطانيا ترمى من خلال الزيارات المحمومة لكبار مسؤوليها للمنطقة في هذا الوقت بالذات بصفة خاصة إلى اعادة تأكيد الدور البريطاني كعامل أساسي في عملية السلام في الشرق الاوسط.
ولكن يحق لنا ان نتساءل اين هي بريطانيا من فرص السلام التي عرضتها منظمة التحرير الفلسطينية مؤخرا واين هي من اعلان الدولة الفلسطينية. اما آن لها ان تخرج من تحت المظلة الامريكية؟ والقيام بمبادرات خاصة يمكن ان تسهم بصورة فعّالة في اعادة الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني. كما اسهمت بدور اساسي في قيام "دولة" الكيان الصهيوني.